هدنة غزة أمام “مرحلة حاسمة” واختبارٌ للضمانات

255665

تتواصل حرب كلامية بين “حماس” وإسرائيل، يحاول كل طرف فيها تسجيل موقف أكثر تشدداً من الآخر، كان أحدثها تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتوجه إلى “مرحلة حاسمة” في المواجهة ورفض “الصفقة الشاملة” التي طالبت بها الحركة الفلسطينية في رد على المقترح الجزئي الإسرائيلي.

يأتي ذلك الرفض المتبادل وسط استعدادات لتوغل إسرائيلي في غزة، وتظاهرات بالآلاف بإسرائيل للمطالبة برفض الحرب، وهو ما يراه خبراء تحدثوا لـ”الشرق الأوسط” مجرد مناورات من طرفي الحرب، لا تعني جمود المفاوضات؛ لكن بطئها ومحاولة ممارسة كل طرف على الآخر ضغوطاً قبل وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للمنطقة بعد نحو أسبوعين.

قال وزير الدولة في الخارجية القطرية، محمد الخليفي في مقابلة “نشعر بالإحباط من بطء العملية التفاوضية في بعض الأحيان، فهناك أرواح مهددة إذا استمرت هذه العملية العسكرية يوماً بعد يوم”.

أضاف أن الوسطاء عملوا بـ”شكل مستمر في الأيام الأخيرة لمحاولة جمع الطرفين وإحياء الاتفاق الذي أقره الجانبان وسنظل ملتزمين بهذا على الرغم من الصعوبات”.

وقال نتنياهو في خطاب متلفز، إنه مقتنع بقدرته على إعادة المحتجزين الإسرائيليين “من دون الاستسلام لمطالب حماس”، مؤكداً أن الحرب ضد الحركة دخلت “مرحلة حاسمة”، وذلك بعد تصريحات متحدثه، عمر دوستري، عن أن فكرة إمكانية إعادة جميع الرهائن بموجب اتفاق واحد هي “لف ودوران”، متمسكاً بالحصول عليهم ثم العودة للقضاء على “حماس”.

وبذلك يرفض نتنياهو طرح “حماس” بشأن “الاستعداد الفوري للبدء في مفاوضات شاملة لإنهاء الحرب”، الذي أعلنه رئيس الحركة، خليل الحية، في خطاب متلفز، وأكدته الحركة مجدداً في بيان، السبت.

بينما ذكر موقع “والا” الإخباري الإسرائيلي، أن الجيش الإسرائيلي يعدّ العدة لعملية توغل كبرى في قطاع غزة، وتشمل الخطة الإسرائيلية بحسب الموقع تقسيم مدينة غزة إلى قسمين، وإنشاء مراكز توزيع المواد الغذائية مباشرة لسكان غزة من قبل شركات مدنية أميركية.

يعتقد الخبير في الشأن الإسرائيلي بـ”مركز الأهرام للدراسات” في مصر سعيد عكاشة أن حديث نتنياهو في إطار المناورات مع “حماس” والتصعيد، خصوصاً وهو يعتقد أن وقف الحرب هزيمة شخصية له ولن يقبل بتنفيذها، مرجحاً أن يكون ترمب منح نتنياهو مهلة لإنهاء الحرب، كما تشير التقارير الإعلامية الإسرائيلية، وهذا يقود لإمكانية “قبول صفقة جزئية وليس شاملة حالياً قبل الزيارة”.

وبرأي المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، فإن رفض نتنياهو لا يعني أن المفاوضات انتهت أو تجمدت؛ لكن هي تسير بشكل بطيء، وقد يكون قُرب زيارة ترمب للمنطقة محركاً سريعاً لإيقاف الحرب ولو بشكل مؤقت.

وتحدث نتنياهو في خطاب أيضاً عن أمر جديد يطرح في كواليس المفاوضات قائلاً: “إنهم يريدون ضمانات دولية مقيدة من شأنها أن تمنع الحرب من التجدد؛ ولن يكون لدينا شرعية للعودة إلى الحرب. إذا التزمنا بعدم القتال، فلن نتمكن من العودة إلى القتال في غزة”.

ووفق عكاشة، فإن نتنياهو لن يقبل بفكرة الضمانات الدولية لأنها تعني أنه قد تعرض إسرائيل لعقوبات وضغوط أكبر لوقف الحرب، لافتاً إلى أن “حماس” أغلقت المفاوضات قليلاً بالمناورة بتمسكها بصفقة شاملة؛ لكن هذا لا يعني انتهاء الأمر، وقد نشهد قبل زيارة ترامب المرتقبة اتفاقية جزئية.

المصدر:  
MTV

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: