من يرسم ملامح الجمال.. الطبيب أم الـAI ؟

545

لم يعد الجمال في عام 2025 مسألة ذوق شخصي أو مهارة طبيب فقط، بل تحوّل إلى معادلة دقيقة تقودها الخوارزميات، وتضبطها البيانات، ويصوغ نتائجها الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence).

فقد شهد قطاع Aesthetic Medicine نقلة غير مسبوقة، جعلته واحدًا من أكثر التخصصات الطبية تطورًا واعتمادًا على التقنيات الرقمية.

في السنوات السابقة، كان التشخيص التجميلي يعتمد على الفحص السريري والخبرة البصرية للطبيب، أما اليوم فقد أصبحت أنظمة AI-powered Facial Analysis قادرة على تحليل ملامح الوجه بدقة ميكرونية، وقراءة نسب التماثل (Facial Symmetry)، وكثافة الجلد، ودرجة الترهل (Skin Laxity)، وحتى سرعة الشيخوخة البيولوجية (Biological Aging).

في هذا السياق، تعتمد العيادات الحديثة على برامج Machine Learning Algorithms تقوم بمقارنة صور المرضى مع ملايين الحالات المخزّنة، لتقديم توقعات دقيقة حول نتائج الإجراءات مثل Botulinum Toxin Injections، وDermal Fillers، وThread Lifting. هذه الأنظمة لا تكتفي بالتنبؤ بالنتائج، بل تحسب أيضًا احتمالات المضاعفات (Complication Risk Assessment) بناءً على التاريخ الطبي ونوع البشرة ونمط الحياة.

وبالتالي، أحد أبرز تطورات 2025 هو استخدام AI Skin Mapping، وهي تقنية تمزج بين Digital Dermoscopy وComputer Vision لتحليل طبقات الجلد (Epidermis & Dermis)، ورصد مشاكل مثل Hyperpigmentation، وMelasma، وAcne Scarring، بل وحتى التغيرات الخلوية المبكرة المرتبطة بالشيخوخة.

وتُستخدم هذه البيانات لوضع بروتوكولات علاج مخصصة تعرف باسم Personalized Aesthetic Treatment Plans، تجمع بين الليزر (Laser Therapy)، والتقشير الكيميائي (Chemical Peels)، وحقن Platelet-Rich Plasma – PRP.

ولم تعد حقن الفيلر تتم بطريقة تقديرية، إذ دخلت أنظمة AI-guided Injection Mapping التي تحدد بدقة مواقع الحقن الآمنة (Safe Injection Zones)، وتتجنب الأوعية الدموية الحساسة، مما خفّض نسب المضاعفات مثل Vascular Occlusion وNecrosis بشكل ملحوظ.

كما ساهم الذكاء الاصطناعي في تطوير مواد أكثر ذكاءً من Hyaluronic Acid Fillers قادرة على التفاعل مع أنسجة الوجه بمرونة أعلى، مع نتائج طبيعية تدوم أطول.

في 2025، لم يعد مفهوم Anti-Aging يقتصر على إزالة التجاعيد، بل انتقل إلى مرحلة Predictive Aesthetic Medicine. عبر تحليل Epigenetic Markers وCollagen Degradation Rates، تستطيع الأنظمة الذكية التنبؤ بمناطق الشيخوخة المستقبلية، والتدخل المبكر بإجراءات وقائية مثل Biostimulators وRegenerative Medicine.

ورغم هذا التقدم، يثير الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي أسئلة أخلاقية مهمة، خاصة فيما يتعلق بمعايير الجمال الموحدة (Standardized Beauty Metrics) واحتمالية فقدان التنوع البشري.

ولهذا، شددت الهيئات الطبية العالمية على ضرورة بقاء القرار النهائي بيد الطبيب، مع استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة داعمة لا بديلة.

وثورة الجمال في 2025 لم تجعل التجميل أسهل فحسب، بل جعلته أكثر أمانًا، وأكثر علمية، وأقرب إلى مفهوم Precision Medicine.

ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، يبدو أن مستقبل الطب التجميلي سيتجه نحو نتائج طبيعية، مخصصة، ومستدامة، حيث يلتقي العلم مع الجمال في معادلة ذكية لا تعرف الخطأ.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: