أصبح أسلوب المرجع الرسمي في “الثنائي” الشيعي الرئيس نبيه بري مكشوفاً، بحيث يسارع عند أي مسعى الى الترحيب به وصولاً احياناً الى تبني أبوّته وحتى المزايدة به على الآخرين.
فبري وفريقه يظهران ايجابية صورية ويعمدان الى تفريغ أي طرح من مضمونه ورمي حصرية مسؤولية تعطيله على أخصامهم.
هذا ما جرى مع خارطة الطريق الفرنسية التي أبصرت النور عقب إنفجار المرفأ خلال اللقاء الذي جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقادة الصف الأول في لبنان عشية الأول من أيلول 2020.
هذا ما حصل أيضاً مع مبادرة “الاعتدال الوطني” أخيراً حيث محاضر لقاءات نوابها مع الأطراف اللبنانية تكشف أن بري لم يشترط أولاً عليهم ترؤس أي تشاور أو الدعوة اليه، ثم تراجع عن ذلك بعدما سقط رهانه أن معراب لن تسير بها.
وها هو بري عبر فريقه يسارع الى الادعاء زوراً ان بيان “الخماسية” الأخير الذي صدر عن السفارة الأميركية هو تبنٍ بشكل او بآخر لطرحه ويعلن الترحيب به!!!
بيان “الخماسية” تحدث عن “مشاورات محدودة النطاق والمدة” وان “هذه المشاورات يجب أن تهدف فقط إلى تحديد مرشّح متفق عليه على نطاق واسع، أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة. وفور اختتام هذه المشاورات، يذهب النواب إلى جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد”. فيما طرح بري ينص على حوار عبر طاولة يرأسه هو شخصياً أو نائبه وتدعو اليه دوائره ويشاركه فيه اللاعبون السياسيون لا الكتل النيابية.
إلا أن بري وبعد أسبوع على بيان “الخماسية”، أكد هذا الصباح عبر “الجمهورية”:
*”انّ الحوار الرئاسي او التشاور او اي مرادف لهما، يؤمّن التقاء الاطراف على الطاولة، هو المعبر الالزامي والوحيد لانتخاب رئيس الجمهورية”.
*”لست انا من سيدعو الى الحوار، بل انّ الدعوات ستتولاها الامانة العامة لمجلس النواب”.
*”في حال انعقد الحوار فمن الطبيعي جداً أن أترأسه”.
“ب لا زعل”، الأكيد ان بري لم يغادر المربع الأول رئاسياً أي “طاولة حوار يرأسه شخصياً ويدعو اليها” ويراوغ ويلتف و”يتذاكى” على “الخماسية” وأخواتها من مساعٍ عربية ودولية. الأكيد أيضاً أن “حزب الله” بدوره لم يغادر مربّع التعطيل ولن يغادره بإنتظار المواقيت الملائمة لمصلحة تكتيكه الداخلي واستراتيجية مرشده الإيراني.