بعدما أعلن الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون أن "حزب الله" وإيران يتحملان جزءاً كبيراً من تداعيات الحرب على لبنان، أعرب رئيس البرلمان الإيراني محمد قاليباف خلال مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو" في جنيف في 17/10/2024، أن طهران مستعدة للتفاوض مع باريس بشأن تطبيق القرار الأممي 1701، مؤكداً أن إيران تسعى إلى تحقيق وقف فوري لإطلاق النار في جنوب البلاد، محذراً من أن القتال الحالي بين حزب الله والجيش الإسرائيلي قد ينقلب لصالح إسرائيل، خلافاً لما حدث في حرب الـ33 يوماً في صيف عام 2006.
أسئلة عدة تفرض نفسها من حيث مضمون وتوقيت هذا الموقف بعدما كان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي أعلن منذ أيام من بيروت التمسك بربط مصير جبهة لبنان بغزة وسارع نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الى ترداد هذا الموقف رفضاً أي خطوة أو تفاوض قبل وقف إطلاق النار.
*هل تعتبر إيران ان جبهة غزة إنتهت عسكرياً وسياسياً وخسرت ورقتها هناك (حتى قبل الاعلان عن إغتيال زعيم "حماس" يحي السنوار)، لذا تسارع الى فصل مصير جبهة لبنان عن عزة وإنقاذ ما تبقى من ذراعها "حزب الله"؟
*هل يعكس هذا الموقف الايراني مخاوف من إنهيار الجبهة في الجنوب لذا هو خطوة إستباقية للحد من أضرار أي نكسة لـ"حزب الله" في البر وقطع الطريق قبل ان تتحول إلى نكبة على خطة تفجيرات الـ Pagersأو إغتيال حسن نصرالله أو القضاء على مجلس قيادة "الرضوان"؟
*هل فتح الباب على التفاوض بشأن القرار 1701 في هذه اللحظة هو بهدف كسب الوقت لتأجيل أو فرملة الرد الاسرائيلي المرتقب على طهران وربما تقديم أوراق إعتماد إلى المجتمع الدولي بإستعدادها للعب دور في ضبط أذرعها وصولاً الى التخلي عنها ربما إن حصلت على ضمانات بعدم توجيه ضربة قاصمة إلى نظامها؟
"ب لا زعل"، كل سرديات "حزب الله" تسقط أمام مصالح إيران، فهي الآمر الناهي وهو أداة في خدمة مشروع الولي الفقيه. لكن السؤال يبقى متى تنفك "عقدة لسان" السلطة اللبنانية فترفض إنتهاك إيران المتواصلة للبنان وسيادته؟! متى تتجرأ على معالجة "إيدها لي بتوجعها؟!