في معرض “العنتريات” و”البطولات الوهمية” التي أطلقها مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في “الحزب” الحاج وفيق صفا من مكان إغتيال الامين العام السابق السيد نصر الله ورداً على سؤال عن الاستحقاق الرئاسي قال: “ليس لدينا “فيتو” على قائد الجيش، و”الفيتو” الوحيد بالنسبة لنا هو على رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع لأنه مشروع فتنة وتدميري في البلد”.
وفيما ضجت وسائل الاعلام بهذا الموقف الفتنوي غير المسؤول ممن دمر لبنان بسبب مغامرات حزبه غير المدروسة وآخرها “أكذوبة” “وحدة الساحات” في 8 أكتوبر 2023، لوحظ أن مواقع “العهد” وقناة “المنار” وإذاعة “النور” الالكترونية التابعة لـ”الحزب” إما حذفت هذه العبارة وإما إكتفت بجملة “لا فيتو لحزب الله على ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية”.
“ب لا زعل”، يبدو أن “الحزب” تبرأ من كلام صفا الفتنوي الذي تنقلب مفاعيله عليه حتى وإن كان يؤيده. هكذا مواقف تنّم عن “إفلاس سياسي” وعن “فقدان الأعصاب” وعن حاجة ملحّة لشدّ عصب جمهور “الحزب” المنهك والمتململ والمحبط حتى جراء قبول “الحزب” بمضمون إتفاق وقف “الاعمال الحربية” وتطبيقه تحت إشراف جنرال أميركي وبالتحجج بـ”الصبر” للسكوت عن إنتهاكات إسرائيل وجراء سقوط نظام آل الاسد وقطع ظهر محور الممانعة وجراء عدم وضوح كيفية تمويل الاعمار وجراء إكتفاء إيران بالمواقف الكلامية التحريضية من جهة وإستجدائها التفوض على برنامجها النووي ورفع العقوبات من جهة أخرى.
في الحقيقة لا يستحق كلام صفا اي رد أو تفنيد بالوقائع إذ إنه من غير المستغرب أن مجرد ذكر إسم سمير جعجع “بيجلط” صفا وحزبه ومحوره و”معلمينهم” في إيران.
فمشروع جعجع ومشروعهم خطان متوازيان لا يلتقيان deux droites parallèles ne se rencontrent jamais . كما نجح جعجع بصموده وإصراره على خياره بتثبيت خطه السيادي، فيما “خط الممانعة” الذي لطالما تغنى به “الحزب” أصبح في خبر كان.