كعادته يدس المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان “سمّ” التهديد والتخوين والاتهامات بخدمة إسرائيل لبعض الافرقاء اللبنانيين في “عسل” الدعوة للشراكة الوطنية.
هذا ما حمل بيانه في ١/١٢/٢٠٢٤ ومما جاء فيه أن “المقاومة قدرة سيادية لا سابق لها”، “المقاومة خط أحمر” و”وضع لبنان لا يتحمّل مغامرات”.
“ب لا زعل”، هل إطلع الشيخ قبلان على إتفاق وقف إطلاق النار الذي انهى مغامرة “إسناد غزة” و”وحدة الساحات” والذي فاوض عليه الرئيس نبيه بري ووافق عليه “الحزب” “مرفوع الرأس” كما أعلن امين عامه الشيخ قاسم وصدّقته الحكومة بما فيها من وزراء لـ”الثنائي”؟
هل يدرك ان “الحزب” إرتضى عبر هذا الاتفاق ليس فقط سحب السلاح والمسلحين من جنوب الليطاني وتطبيق القرار ١٧٠١ بل أيضاً تطبيق كامل القرارات مجلس الأمن التي سبقته، بما فيها “نزع سلاح جميع المجموعات المسلحة في لبنان” وكذلك تفكيك البنية العسكرية بدءاً من جنوب الليطاني؟
الشراكة الوطنية لا يمكن ان تكون بمكيالين، يتفرد فريق بفتح الجبهة وإشعال الحرب ويطلب من الآخرين تحمل تبعاتها وتسديد فاتورتها الثمينة بإسم الشراكة التي تصبح حينها إبتزازاً واستغلالاً…
“المقاومة” المزعومة هي قدرة تدميرية أقله بعد العام ٢٠٠٠ لا قدرة سيادية وخير دليل حربي ٢٠٠٦ و٢٠٢٣. أما السيادة فتصنعها الدولة القوية ويصونها الجيش وأن مقاومة تكون خلفهما وبطلبهما. أما حين تسقط الدولة وينفرط عقد الجيش يصبح التبرع بإنشاء “مقاومة” شعبية مشروعاً.
أما الحديث عن ان “المقاومة خط أحمر” فمصيره كقول الأمين العام الراحل السيد نصر الله أن “مخيم نهر البارد”، لأنه لا يمكن لطرف أن يفرض وجهة نظره على باقي الافرقاء بناء على مفهوم الشراكة الحقيقة ولأن لا خط أحمر إلا احترام الدستور اللبناني وصون الميثاق الذي اتفق عليه اللبنانيون.