يوم عيّن مجلس الوزراء القاضي جورج عطية رئيساً لهيئة التفتيش المركزي في 8/3/2017، عوّل اللبنانيون على هذه الخطوة - رغمّ انه كان مطلوباً من العهد ورئيسه ميشال عون ومحسوباً عليه - كون عطية مشهود له بالنزاهة والمعرفة والاخلاق الرفيعة. أملوا أن يكون كالسيف القاطع في المعركة بوجه الفساد ورافعة في الاصلاح الاداري .
لكن للاسف، فشل عطية بترك اي بصمة تذكر في محاربة الفساد او الاصلاح. فتلويحه بالاستقالة مراراً لا يرفع من شأن أدائه. فيا ليته يخبر اللبنانيين عما أنجزه طيلة السنوات الست. كم قضية كشفها؟ كم ملف أنجزه وحوّله الى القضاء؟ كم شكوى أو إخبار أو ملف حوّل اليه ووصل الى خواتيمه؟
نحن لا نطلب منه العجائب بل أقله القيام بمهامه عوض الاكتفاء بـ"المواعظ" عبر "تويتر" وآخرها في 6/8/2023 حيث كتب: "ما يؤلم الشجرة ليس الفأس، ما يؤلمها حقآ هو أن عصا الفأس من خشبها! كذلك اﻷوطان ما يؤلمها ليس المؤامرة الخارجية فقط وإنما من يقتلها و يدمرها من أبناء جلدتها. صرخنا بصوت عال نحبك يا وطن … فأجاب الوطن!! حبوا بعضكم أوﻵ".
فيا ليت عطية يخفّف من الحِكَم ويكثر من كشف الاحقائق والمساهمة في تعبيد الطريق لصدور أحكام بحق الفاسدين ولإصلاح الادارة. للأسف عوض أن يفتش عن المخالفات أصبح اللبنانيون "يفتشون" عن عطية ويسألون "وينو؟!".