لم يكن الكشف عن تصريح سابق للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، حول مشروع الحزب بتجويع اللبنانيين لتحقيق مشروعه وهدفه الجهادي إلا شهادة تدينه وتدين حزبه الذي يدرك كل لبناني أنه المسؤول عن انهيار لبنان سواء بشكل مباشر أو عبر أدواته على مدى العقود الماضية.
بصراحة متناهية ومن دون أي مواربة أو اعتبار لحجم وهول مخطط توظيف الجوع كوسيلة من أجل الوصول إلى "الحالة الجهادية" في لبنان، يقول نصرالله: "يجب أن نعمل على إنضاج الممارسة للحالة الجهادية ، فعندما يصبح في لبنان مليونا جائع، فإن تكليفنا لا يكون بتأمين الخبز، بل بتوفير الحالة الجهادية حتى تحمل الأمة السيف في وجه كل القيادات السياسية."
ما من حاجة لتفسير ما قصده نصرالله فالواقع الحالي وزيادة نسبة وعدد الجائعين بأكثر من مليونين، وخطاب الممانعة المصطنع عن حقوق المواطنين والعدالة ومقاومة الفساد، سقط أمام الوقائع الواضحة والتي تتكشف في بيئته أولاً حيث التململ من ثراء مسؤولي وكوادر ونواب ووزراء الثنائي مقابل فقر المواطنين، وثانياً من خلال تغطية الحزب بشكل مباشر للفاسدين وأصحاب الصفقات على حساب المال العام ومصلحة اللبنانيين، تمهيدا لتحريض الشارع ضد كل سياسي لا يخضع للقرار الممانع بذريعة فساده أو تجويعه للبنانيين، فيما التجويع ، قرار ممانع ووسيلة لتحقيق المشروع المشبوه وهو المشروع الإيراني الذي يتظهر في مشهد البؤس والفوضى السياسية والمالية والأمنية في العراق واليمن وسوريا واليوم في لبنان .
قد يكون نصرالله حقق الإنتصار الوحيد والحقيقي وهو تجويع اللبنانيين وليس فقط مليوني لبناني بل أكثر ما متفوقاً على نفسه في حرق لبنان وتدمير الإنسان وكرامته فيه.
