بمجرد ورود أنباء إعلامية عن إمكان نقل إيران أموال إلى “الحزب” عبر رحلة لشركة “ماهان اير” الإيرانية الى مطار رفيق الحريري الدولي في ٢/١/٢٠٢٥، حتى تحرك جهاز أمن المطار لتفتيشها بدقة والتحقق من محتويات ركابها. إلا ان العقدة كانت بتفتيش حقائب ديبلوماسي إيراني، وبعد اخذ ورد، تلقت وزارة الخارجية والمغتربين مذكرة كتابية توضيحية من سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان حول محتويات حقيبتين صغيرتين ديبلوماسيتين حملهما الديبلوماسي الايراني تحتويان وثائق ومستندات واوراق نقدية لتسديد نفقات تشغيلية خاصة بإستعمال السفارة فقط. وبناء عليه، تم السماح بدخول الحقيبتين وفقاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية لعام ١٩٦١.
إلا أن قيام القوى الأمنية بواجبها إستفزّ جمهور “الحزب” الذي لم يعتد على هذا النهج من تطبيق القوانين، فسارع الى اشغال الإطارات والتجمع أمام المطار إحتجاجاً على خطوة التفتيش قبل ان ينظم مسيرة دراجات نارية الى أمام السفارة الايرانية رافعاً شعارات مثل “شيعة شيعة شيعة” و”نحن عشاق الولاية وهتفنا بالولاء لعلي الخامنئي” وغيرها من الصياحات المؤيدة لـ”إيران” و”الحزب” والأمين العام الراحل السيد نصرالله والحالي الشيخ نعيم والمرشد الأعلى.
“ب لا زعل”، يشعر جمهور “الحزب” بالإنفصام بين ما يتم إغراقه به من “إنتصارات وهمية” من قبل قيادييه وبين حقيقة ان زمن “فائض القوة” و”عنجهية السلاح” ولّى وعليه الرضوخ كما سائر اللبنانيين للقوانين.
فبعدما كانت خطوطه العسكرية تستبيح حتى الموانئ الشرعية من دون حسيب أو رقيب، وفي أسوأ الأحوال يدخل مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق فيه وفيق صفا الى حرم المطار لإخراج مطلوب الى القضاء كما جرى مع اللواء جميل السيد ويفتح له صالون الشرف بالقوة، وبعدما كان الايرانيون في لبنان اجانب فوق العادة “وما حدا بيقول لهم ما أحلى الكحل بعينكم”، ها إن “الحزب” وجمهوره مجبر ان يكون كما سائر اللبنانيين تحت سقف القانون وها إن الايرانيين يعاملون كما باقي الجنسيات.
يبدو ان من مفاعيل الإنتصار التفتيش في المطار، فأدام الله إنتصارات “الحزب” على هذه الشاكلة. وعسى ان يكون ما جرى “بروفا” لجمهوره كي يتحضر نفسياً الى ان ولاءه الخامنئي لن يستطيع ترجمته قريباً برفع صوره وسائر المسؤولين الإيرانيين بشكل وقح على الأراضي اللبنانية.