Search
Close this search box.

إطلاق التحضيرات لتطويب البطريرك الدويهي في 2 آب المقبل

batrak

أطلقت مؤسسة البطريرك اسطفان الدويهي ورعيّة إهدن زغرتا في مؤتمر صحافي في الصرح البطريركي في بكركي، التحضيرات لتطويب البطريرك الدويهي في الثاني من آب المقبل في، إضافة الى التفاصيل التنظيمية واللوجستية لهذا الحدث التاريخي.

حضر المؤتمر ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النائب البطريركي المطران انطوان عوكر، الوزراء في حكومة تصريف الأعمال: الإعلام زياد المكاري، السياحة وليد نصار والاتصالات جوني القرم، رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران انطوان نبيل العنداري، رئيس مؤسسة البطريرك اسطفان الدويهي المطران جوزيف نفاع، رئيس الرابطة المارونية السفير الدكتور خليل كرم، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الاب عبدو ابو كسم، نائب رئيس مؤسسة البطريرك الدويهي النقيب جوزيف رعيدي، رئيس مزار سيدة لبنان – حريصا الاب فادي تابت، طالب دعوى تقديس البطريرك الدويهي الاب بولس القزي، حشد من الاعلاميين ومن رعية اهدن – زغرتا واعضاء مجلس مؤسسة البطريرك الدويهي.

النشيد الوطني افتتاحاً، فكلمة ترحيب من الاعلامي ماجد بو هدير الذي سيتولى حفل التقديم مع يارا ضرغام في حفل التطويب.


أشار بوهدير إلى أنه: “منذ أربعة عشر عاما في العام 2010 شهد لبنان تطويب الأخ إسطفان، ومنذ ستة عشر عاما في العام 2008 شهد لبنان تطويب أبونا يعقوب، واليوم البطريرك الدويهي الذي كتب كتاب “منارة الأقداس” سوف يصبح بدوره منارة مشعة لوطن الرسالة لبنان، الذي سوف تتوجه أنظار العالم إلى أرضه وبقعته في مدخل شرق القداسة”.

بدوره، قال رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام: “يطيب لنا بقلب مفعم بفرح التطويب، في هذا المؤتمر الصحافي، كلجنة أسقفية الإعلام والمركز الكاثوليكي التابع لها، مع مؤسسة البطريرك الدويهي، وانطلاقا من الصرح البطريركي الوطني، أن نعلن معا برنامج الإحتفالات بمناسبة تطويب البطريرك العلامة إسطفان إبن الشدياق ميخائيل ابن الخوري موسى الدويهي الإهدني”.

وأضاف: “أينما حل البطريرك الدويهي بإقاماته وتنقلاته من وادي قنوبين إلى الشوف، مروراً بدير مار شليطا مقبس في غوسطا الملقب بقنوبين كسروان، يمكننا القول أنه اختصر في شخصه تاريخ الموارنة ومصيرهم رغم الطغيان والضيق السائد آنذاك. تحلى بالصبر وتجهز بالأوراق الوثائق، يبحث وينقب ويكتب، مرتكزا على المراجع العلمية والمكتبات العالمية ، في مراقد الأودية والأديار. يقوم بجولاته الرعائية، يبني ويرمم ويكرس الكنائس والأديار أمثال عين ورقة رم الشمامسة والكهنة والأساقفة ، يرسل من الطلاب من توسم بهم خيرا إلى المعهد الحبري الماروني في روما، يظهر التراث الماروني بكتاباته ، ويقوم بالإصلاحات الليتورجية ، حريص على مباركة تأسيس ونمو الحياة الرهبانية ، يستقبل الأعيان المحليين والإقليميين والموفدين من الغرب، ويراسل الأحبار الأعظمين والملوك والدبلوماسيين، أصيل في الفلاحة على العلاقات مع العائلات الزوجية”.

وقال: “باختصار، شكل عنوان الراعي الصالح الذي علم على كليته تحدقة العين ، مؤمنا لها شروط بقائها وازدهارها. مسيرته، مسيرة بطريرك حافلة بالعلم والقداسة في رصيده أكثر من ثلاثين مؤلفا مكتوبا توزعت مضامينها بين تاريخ الكنيسة المارونية، والكتب الطقسية والعظات والشروحات الكتابية ، وحياة القديسين، والمراسلات العديدة، والثراث الشرقي المتنوع، واللغة العربية وآدابها والفلسفة وتعليم اللغات”.

أضاف: “نذكر على سبيل المثال لا الحصر، بعضا من مؤلفاته كتاريخ الأرمنة، والشرح المختصر في أصل الموارنة، وسلسلة بطاركة الطائفة المارونية ، وتاريخ المدرسة المارونية في روما، والاحتجاج عن الملة المارونية وأمانتها في وجه البدع ، وأطروحته في محاورة لاهوتية ، وكتب الشرطونية والرتب والتكريسات والنوافير، ومنارة الأقداس، ومخطوط المتعبد الماروني ، ورؤوس الألحان السريانية ، وغيرها من المخطوطات غير المنشورة”.

وتابع: “تميز البطريرك الدويهي بشخصه وينبوعه ، عالم ومعلم وتائق إلى القداسة ورائد في الهوى الماروني واللبناني. إنه يشكل مع يوسف سمعان السمعاني وجبرائيل الصهيوني، من أبرز وجوه خريجي المعهد الحبري الماروني في روما في القرن السابع عشر”.

وقال رئيس مؤسسة البطريرك الدويهي: “شهر واحد يفصلنا عن الحدث الكبير، أول تطويب فاتيكاني لبطريرك ماروني، اسطفان الدويهي الإهدني، في الثاني من آب القادم في هذا الصرح الكبير، وقداس الشكر في الثالث منه في إهدن. إن هذا الحدث له أبعاد متعددة، ليس على الصعيد الكنسي والبطريركي والإهدني وحسب، بل على الصعيد الوطني والمشرقي أيضا. فالبطريرك الدويهي أفنى العمر لبيان الكنيسة والأمة البنانية. لقد آمن برسالة هذه الأرض المباركة. فترك مجد روما ليتكرس للتعليم والوعظ والرعاية والتدبير وبناء الكنائس وتأسيس الرهبانيات وكتابة التاريخ وتنظيم الليتورجيا”.

أضاف: “نحن نرى أن العناية الإلهية، التي ترى آلام هذا الوطن ومعاناة شعبه، أرادت أن تظهر لنا رعايتها من خلال هذا التطويب، يأتي كالبلسم ليرفع معنوياتنا ويعيد لنا الثقة بأن لبنان، أرض القداسة، باق بنعمة الله، ليكمل رسالة المحبة والرقي والتعايش، التي أوكلنا الله إياها”.

وتابع: “البطريرك الدويهي لم يحصر اهتمامه برعيته فقط، بل اشتهر بالسعي الدؤوب إلى نسج العلاقات المميزة مع كل الفئات، وفي مختلف المناطق. لا بل حث الموارنة على الانفتاح على الجميع والتعاطي الإيجابي مع الجميع: عمل على توطيد التواصل مع الفاتيكان والثقافة الأوروبية، وفي الوقت نفسه، وثق تاريخ الموارنة والإسلام، في مؤلفه “تاريخ الأزمنة”. كما وثق تراث كنيستنا في مؤلفه الشهير، بعنوان “منارة الأقداس”.

وقال: “خدم إهدن والجوار، كما خدم كواعظ، “كاروز”، في حلب، وكأسقف في جزيرة قبرس. هذه الخبرات زرعت في قلب الدويهي الشاب هم أهلنا في كل البقاع. وحتى في أيام بطريركيته، قاد الموارنة إلى الانفتاح والسكن في مختلف المناطق في كسروان والشوف: كغوسطا ومجدل المعوش وسواهما”.

من جهته، قال وزير الاعلام: “لعلها مفارقة أن أقف هنا اليوم، أنا الزغرتاوي، لأتحدث عن الطوباوي الزغرتاوي الذي مهد الطريق لكنيسته ووطنه وشعبه، منذ سنة 1630 تاريخ ولادته في إهدن. أربعة قرون انطبعت بسيرة قديس، تقدس منذ نعومة أظفاره. عندما ولد كان لبنان يعاني تحت نير الحكم العثماني، واليوم عشية تطويبه، لبنان يقاسي من ألف علة وعلة، مع فارق أربعمئة سنة! أربعمئة سنة أنجبت بضعة قديسين للبنان، يوافيهم الآن طوباوي على أدراج القداسة البطريرك الدويهي، كبير مؤرخي القرن السابع عشر”.

وتابع: “يبدو التطويب في هذا الظرف المأزوم تحديدا، هدية من السماء وإشارة إلى لبنان المنهك، ان زمن النهوض قد اقترب. ولو لم يكن الحدث الإيماني وشيكا لوجب إيجاده والبحث عنه والتمسك به للاسترشاد والاطمئنان”.

وأشار الى أن “كل شعب عندما تنهكه الأزمات وتضنيه الصعوبات وتدميه الحروب، يفقد الأمل ويحيا على الرجاء، وهذا بالضبط ما يعيشه اللبنانيون اليوم، إذ تشخص أنظارهم إلى فوق، ويحيون الرجاء بعدما يئسوا من كل ما هو أرضي”.

وقال: “مآثر البطريرك اسطفان الدويهي ليست مسيحية فقط، بل هي ممتدة تعليما وتأريخا ووطنية، على رقعة وطن صغير بمساحته، كبير بدوره، متوهج بحضوره في الشرق والغرب”.

أما وزير الاتصالات فقال: “في بلاد الأرز كلها تشرق شمس جديدة هي شمس الدويهي، لقد أفاض الله عليه بالمعجزات وحمل صليبه ومشى دون ان يلتفت الى الوراء وكثيرا كان يبقى في الكهوف والمغارات ليحافظ على شموخ وأرز لبنان”.

وتابع: “بما أني غوسطاوي النسب والحسب والانتماء، يشرفني، كما يشرف بلدتي غوسطا، أن تكون قدما الطوباوي البطريرك قد وطأت أرضنا، فزارنا مرات سبع، على فترات متفاوتة، ما بين سنة 1672- 1704 جاعلا من دير مار شليطا – مقبس – لأل محاسب، غوسطا مقرا له”.

وقال: “في سنة 1704 وقبل أن يغفو بنور رحمة الله وغفرانه تعرض لحادثة مع الشيخ عيس حماده أحد حكام طرابلس، فتحملها بطريركنا بكبرياء لكنه أرسل كتابا الى حصن الخازن أخبره بوقائع الحادثة، فلبى الخازني الصوت وجهز، بقيادة أخيه ضرغام أكثر من 400 نفر وأرسلهم الى قنوبين ليصحبوا البطريرك الى كسروان”.

أضاف: “لقد كان وجود الدويهي في كسروان سبيلا الى تقدم الطائفة، فبنى”مقصورة متواضعة” في دير مار شليطا – مقبس كي يأوى اليه البطاركة حين يزورون تلك الناحية، وأسس في الدير المذكور مكتبة وكرس كنائس، ومن ذلك الدير انطلق الى دير القمر مقر الحكام المعنيين، ومنه توجه الى الارض المقدسة.

وهنأ القرم “البطريرك الراعي بهذا الانجاز الكبير الذي تحقق، وكذلك إهدن- زغرتا –وغسطا، والشعب اللبناني كله بأنه أعطى، ومازال يعطي قديسين”، معلناً أنه “بتاريخ الثاني من شهر آب 2024، تاريخ إحتفال بتطويب البطريرك اسطفان الدويهي، سوف يصدر طابع بريدي عليه رسم الطوباوي البطريرك اسطفان الدويهي ليكون مثالا بين الناس إكراما لانجازاته وتضحياته وليكون شفيعا للبنانيين أجمع وكذلك قدوة لشعب لبنان”.

وفي ختام كلمته، قدم القرم الى نفاع الطابع البريدي الذي عليه رسم الطوباوي البطريرك الدويهي الذي سيصدر رسميا في تاريخ الاحتفال بالتطويب.


وأوضح وزير السياحة أن “الوزارة ستواكب حفل التطويب من داخل مطار بيروت وعبر الطريق وصولا الى بكركي واهدن”.

وأعلن عن “صدور قرار وزارة السياحة رقم ١٤٩ بتاريخ اليوم ٣-٧-٢٠٢٤ والمتعلق بإدراج كنيسة مار جرجس في اهدن قضاء زغرتا على خارطة السياحة الدينية والدولية”، وسلم القرار للمطران نفاع والمونسينيور اسطفان فرنجية.


من جهته، دعا رئيس شركة “آيس ICE ” التي تتولى تنظيم الاحتفال شادي فياض، “من يريد الحضور والمشاركة في الاحتفال، الى تسجيل حضوره عبر منصة تم انشاؤها خصيصا لهذا اليوم التاريخي، ولمن يرغب يمكن الإطلاع على التفاصيل من خلال الملصقات الموجودة على جميع ابواب كنائس لبنان، وذلك تسهيلا الى اماكن ركن سياراتهم وانتقالهم بالحافلات الى بكركي”.


وفي الختام، شكر منسق احتفالية التطويب المونسينيور اسطفان فرنجية “كل من ساهم في دعم اقامة هذا الحدث التاريخي، أكانوا منتشرين او مقيمين”، وحيا جميع وسائل الإعلام والاعلاميين الذين واكبوا دعوى التطويب وصولا الى الحفل التاريخي.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: