بين الخميسين… جمود وضبط أنفاس خوفاً من الاسواء
شكّل قرار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتأجيل الاستشارات النيابية الى الخميس المقبل، ضربة قاضية لكل مساعي العمل على الاسراع في تأليف حكومة تنقذ البلاد من الازمات المتلاحقة عليه. ولم يشهد يوم أمس أي نوع من الاتصالات، بل ان عاصفة جفاف سياسي غداة قرار ارجاء الاستشارات النيابية الى الخميس المقبل، وبدت المحركات السياسية كأنها أخمدت دفعة واحدة في انتظار بلورة الخطوة التالية لجهة إعادة تصويب مسار التكليف الذي كان قد حسم بشكل واضح لمصلحة الرئيس سعد الحريري لو أجريت الاستشارات في موعدها.
أما مصادر بيت الوسط، فتحسم الموقف: التأجيل لن يغيّر شيئاً بالنسبة إلى الحريري، فالمشكلة ليست عنده، بل عند الكتل التي أشار بيان رئاسة الجمهورية إلى أنها طلبت التأجيل. فإن الحريري لن يتعامل مع التكليف، في حال حصل عليه، بمنطق الأقلية والأكثرية والمناطقية والميثاقية. المطلوب بالنسبة إليه الحصول على العدد الأكبر من التسميات، ليتم تكليفه تشكيل الحكومة. أما مسألة عدم تسميته من قبل الكتلتين المسيحيتين الأكبر، فإنه لن يكون لها تأثير في حساباته. يوجد ٢٢ نائباً من خارج التيار الوطني الحر والقوات، وبالنسبة إليه، رئيس الجمهورية هو الممثل الأول للمسيحيين، ولا يمكن تجاهل حقيقة أنه الرئيس الفعلي للتيار الوطني الحر.
وللسبب نفسه، فإن باسيل لم يربط موقفه بأي خطوة من الحريري. ونُقل عن مصادر التيار أن موقفه لن يتغير بعد تأجيل الاستشارات لأسبوع، وهو لن يسمي الحريري. أكثر من ذلك ثمة من يؤكد أن التيار سيعلن عدم مشاركته في الحكومة عندها.