يقول مصدر عسكري إنّ إثارة القيادة السورية قضيّة أبراج المراقبة المُقامة على الحدود مع لبنان، تشكّل تهديداً للأمن الوطني السوري. أهداف وتوقيت إثارة هذا الموضوع يثيران الشُبهات. يُذكر أنّ هذه الأبراج موجودة منذ أكثر من عشر سنوات، ممّا يطرح السؤال حول سبب تناول هذا الموضوع بالتحديد في هذا الوقت. من الضروري ربط هذا التطوُّر بالدعوات الدولية لتنفيذ القرار 1701 وبالعرض البريطاني لتركيب أبراج مراقبة مماثلة على الحدود الجنوبية مع إسرائيل. يبدو أنّ حزب الله يعارض بشدّة وجود هذه الأبراج على الحدود، نظراً لأنّها قد تعيق عمليّاته في المنطقة وتمنح الجيش اللبناني ميزة استراتيجيّة في عمليّاته.
يتّضح بحسب المصدر العسكري أنّ حزب الله يرفض أيّ تدابير من شأنها تعزيز قوة الجيش اللبناني وتحسين قدراته، مدفوعاً بمخاوف من أنّ جيشاً لبنانياً قويّاً قد يقلِّل من الحاجة إلى وجود الحزب في المستقبل. من ناحية أخرى، تُظهر القيادة السورية ضعفاً في طلبها هذا، معتبرةً أنّ الأبراج تؤثّر على سيادتها، على الرغم من الوجود العسكري الكبير لمختلف الدول في سوريا. الادّعاءات بأنّ إسرائيل قد تستخدم هذه الأبراج لشنّ هجمات داخل سوريا تفتقر إلى الصدقية، إذ إنّ إسرائيل لديها القدرة على تنفيذ هجمات بدون الحاجة إلى هذه الأبراج، ولديها أيضاً مصادر معلومات من داخل سوريا تفوق ما يمكن أن توفّره هذه الأبراج.
ليستنتج المصدر العسكري أنّ هذه الادّعاءات تأتي بناءً على طلب من حزب الله بهدف عرقلة تنفيذ القرار 1701 وزرع الشكوك حول نوايا الجيش اللبناني، بما يخدم في نهاية المطاف استراتيجيّة الحزب للحفاظ على صورة الجيش كقوّة ضعيفة وغير فعّالة.