حماس بعد خراب غزّة …الى الأردن درّ

اطفال غزة

مع كثرة الحديث عن اقتراب موعد وقف اطلاق النار في غزة ، مع البحث الجدّي عن مراحل ما بعد غزة بعد طوفانها الدموي ومع سقوط نظرية وتجربة وخطة وحدة ساحات وجبهات حرّكتها إيران وتحرّكها عبر فصائلها وأذرعها في الدول “المنتقصة” السيادة من اليمن الى العراق وسوريا فلبنان…لقد ولّى المحور الذي تقوده ايران عبر “حماس” وجهَه نحو المملكة الأردنية الهاشمية محرّضا محرّكا مخططا منفّذا مكرّرا ما كان قد جُرّب في العام 1970 في ايلولٍ كان اسوداً على الفلسطينيين وقضيتهم ونتائجه التي كانت كارثية عليهم وعلى اللبنانيين لاحقا بالمباشر.

ما يحصل اليوم في الأردن بعد الدعوات التحريضية والرسائل المباشرة وبعضها المشفّر للنيل من الحكم والتدخل في شؤون الاردن الداخلية وقراراته السيادية يشبه الى حد بعيد ما حصل قبل ايلول 1970 من تخطيط المنظمات الفلسطينية ودعوتها لقلب الحكم الهاشمي والتي تمثلت بمحاولتين لاغتيال الملك حسين ناهيك عن الانتهاكات الفلسطينية لسيادة المملكة الاردنية …كل هذا ادى الى ضرب المسلحين الفلسطينيين وطردهم باتجاه لبنان والذي بدوره عانى ما عانته المملكة الهاشمية من ممارسات المنظمات منذ نكسة 1967 واتفاق القاهرة 1969 وايلول الاسود 1970 وحرب لبنان 1975 وصولا الى الاجتياح الاسرائيلي 1982.

ان مطالبات ودعوات الاردنيين الحريصين على استقلال وسيادة مملكتهم بعدم العودة الى ما قبل ايلول 1970 تماثلها وتتطابق معها مطالبات ودعوات امثالهم من اللبنانين بعدم العودة الى ما قبل حزيران 1982.

تجدر الاشارة ولضرورة البحث ان تنظيم الاخوان المسلمين والذي تواليه حركة حماس عقائديا وتنظيميا لم ولا ينفك عن استهداف الحكم في الاردن مستغلا العداء لاسرائيل والقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية لقلب الحكم والسيطرة عليه كما فعل في مصر وحاول ويحاول في بلدان عربية واسلامية اخرى.

لقد سبق لقائد كتائب عز الدين القسام محمد الضيف عند اعلانه عن عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول 2023 ان دعا الاردنيين للانخراط والالتحام مع جبهة غزة …الا ان الوضوح في دعوته “الاخوانية” بخروج المواطنين في بلدانهم عن حكامهم دون اعتبار للاوطان وسيادتها وحدودها تجلى في ما بث من تسجيل لقائد القسام في 28 آذار 2024 اذ توجه الى ” أهل الأردن ولبنان ومصر والجزائر والمغرب العربي وباكستان وماليزيا وإندونيسيا وكل أنحاء الوطن العربي والإسلامي. ب “ابدأوا بالزحف الآن وليس غدا نحو فلسطين، ولا تجعلوا قيودا ولا حدودا ولا أنظمة تحرمكم شرف المشاركة في تحرير المسجد الأقصى”.

كذلك بعيد عملية طوفان الأقصى وفي 10 تشرين الأول 2023 دعا رئيس حركة “حماس” بالخارج خالد مشعل العشائر الأردنية للالتحام في المعركة والتوجه إلى الحدود مع فلسطين…ليدعو تحضيرا لما يجري اليوم على ارض وسيادة الاردن
في مؤتمر بالأردن بتقنية الفيديو في 28 آذار 2024 “الى نزول الملايين للشارع” بشكل وصفه ب”المستدام” وأكد ان “على جموع الأمة الانخراط في معركة طوفان الأقصى وأن تختلط دماء هذه الأمة مع دماء أهل فلسطين حتى تنال الشرف، وتحسم هذا الصراع لصالحنا بإذن الله
تعالى”
في نفس السياق وفي 15 شباط 2024 دعا المسؤول الحمساوي في لبنان اسامة حمدان شعوب الأمة وخاصة في هذه الدول…(السعودية الامارات الاردن) إلى قطع الطريق أمام الخط التجاري مع “اسرائيل” ومنع وصول الشاحنات إلى الكيان الصهيوني، لاسيما في الاردن، الذي يشكل جواراً وشريكاً في المواجهة وشعبه يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني …وان الشعب الأردني بعشائره وابنائه جميعا قادر على قطع هذا الخط”

ان اكثر من فضح وكشف الهوية الايرانية لمفجّر الاضطرابات في الاردن والمحفّز على جرّ المملكة وشعبها الى منزلقات لا ولن تُحمد عقباها هو “المسؤول الأمني لكتائب حزب الله في العراق ابو علي العسكري الذي أعلن في بيان له تاريخ 3 آذار 2024 أن “المقاومة الإسلامية في العراق أعدت عدتها لتجهيز “المقاومة الإسلامية في الأردن” بما يسد حاجة 12 ألف مقاتل من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقاذفات ضد الدروع والصواريخ التكتيكية وملايين الذخائر وأطنان من المتفجرات، لنكون يداً واحدة للدفاع عن إخوتنا الفلسطينيين …ويكفي في ذلك التزكية من حركة حماس أو الجهاد الإسلامي، لنبدأ أولاً بقطع الطريق البري الذي يصل إلى الكيان الصهيوني”.

اضافة الى ما ورد أعلاه لا تخرج عن استهداف المملكة الاردنية الهاشمية ارضا وشعبا وسيادة ونظاما واستقرارا، المسيّرات المفخخة التي انفجرت في الاردن والاشتباكات الحدودية مع تنظيمات ومهربين مرتبطين بايران ومرورا بموجات الكابتاغون المعروفة المصدر ووصولا الى استهداف “ميليشيات عراقية الجنسية ايرانية التبعية” للقواعد الأميركية على حدود الاردن وداخله…لا تدخل تلك الانجازات-الارتكابات طبعا -كما تبيّن أعلاه -في اي مصلحة عربية وفلسطينية.

وكم من الجرائم ترتكب بحق العرب والمسلمين والفلسطينيين باسم العروبة والاسلام وفلسطين.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: