كتبت سيدة نعمة: مرة أخرى وجد اللّبنانيون أنفسهم مجبرين على ترك منازلهم ومواجهة التحديات التي لحقت بالحرب، من ضعف التنظيم في الدولة نفسها، إلى القلة والشحّ في المستلزمات اليومية، فكيف هي الأوضاع الإنسانية للنازحين في الشمال، وما هي التحديات التي تواجههم؟
وفي منطقة شكا كما في مناطق عدة، امتلأت مراكز الإيواء أو بالأحرى المدارس، التي فتحت أبوابها مستقبلة أكبر عدد ممكن من النازحين اللبنانيين.
في هذا الشأن أكد الاختصاصي في العلاج الفيزيائي وإعادة التأهيل الدكتور جوزيف شاهين، أن “مدرسة شكا تعدّ ممتلئة وفيها ما يقارب الـ١٥٠ نازحاً وبينهم أطفال”.
وتابع: “هناك كثير من الناس نزحوا من الجنوب واستقروا في منازل، إمّا عند معارفهم أو استأجروا منازل وشاليهات وشققاً.
وأضاف: “الجهات التي تقدم المساعدات في المدرسة هي الصليب الأحمر، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، واليونيسف، وبرنامج الأغذية العالمي والكاريتاس”، موضحاً أنّ “اليونيسف تقدم المياه والفرش والبطانيات، برنامج الأغذية العالمي والكاريتاس يقدّمان الحصص الغذائية كالحبوب وغيرها”.
وأردف شاهين: “المبادرات الفردية تلعب دوراً مهماً في مساعدة اللاجئين في المدرسة، فأنا مثلاً بمبادرة فردية، أساعد وزارة الصحة والقيّمين على الملفات الطبية في المركز، بالإضافة إلى محاولة تأمين الأدوية للنازحين في حال لم تتوفر هذه الأدوية مع وزارة الصحة”.
وعن الصعوبات، قال: “نواجه الكثير من الصعوبات التي في المركز منها الحصص الغذائية”، موضحاً أن “الكاريتاس تقدم الطعام لكن النوعية ليست جيدة”، مضيفاً “نواجه صعوبة في تأمين حليب والحفاضات للأطفال التي أعمارهم أقل من سنة”.
وتابع: “نحن كمركز في شكا، نعمل جاهدين بكل طاقتنا بالتعاون مع بعضنا البعض”.
وكشف عن أن “الغرف أو الصفوف بالأحرى هي مقسومة لقسمين، وهناك غرف أساسية يوجد فيها المساعدات الطبية أو الطعام”، مشدداً على أن “كل مواطن يكون بحاجة لأي خدمة يطلب من المندوبين الموجودين في الغرف”.
وتابع: “في شكا لم تصل أي جمعية أخرى سوى التي أسميتها سابقاً كالصليب الأحمر وغيرها من المنظمات والجمعيات الكبرى، لكن هناك جمعية واحدة تضم ممرضين وممرضات وأطباء من منطقة راسمسقا زارت المركز واطلعت على أحوال النازحين، وتساهم في تأمين الأدوية”.
وعن خطة مبدئية للمستقبل، قال: “نحن نتبع إدارة الكوارث لكن كما نرى، لا وضوح في المستقبل القريب عن الأوضاع، لذلك لا خطة واضحة”، مؤكداً أنّهم يحاولون تأمين كل ما يلزم بأقل وقت ممكن.
وشدّد على أن “الصعوبة تكمن في القدرة على الاستمرار في تأمين هذه الاحتياجات على المدى للطويل إذا كان هناك حاجة لذلك، وفي الوقت الحالي التضامن هو الذي يساعد في إعادة إعمار لبنان الذي نريده، لذلك أي شخص يرغب في المساعدة فليتواصل معنا الرقم: 71/511242.