Search
Close this search box.

المقايضة والإبتزاز عنوان التسويات

كتبت هيام عيد

ساعات معدودة تفصل عن مشهد ساحة النجمة، حيث تدور مشاورات مكثّفة بين الكتل النيابية من أجل التوصّل إلى تسوية اللحظة الأخيرة، وتوفير “المخرج المالي” لمأزق العتمة الزاحفة باتجاه اللبنانيين، والتي تحتاج الى مساهمة تحت عنوان “سِلفة”، بغية تأمين التمويل اللازم لشراء الفيول المطلوب للمؤسّسة حتى نهاية العام الحالي.
وفي الوقت الذي تتحدّث فيه جهات متخصّصة ومواكبة لأزمة الطاقة، عن وجود “تهويل” واضح في الكلام عن العتمة الشاملة، كشفت معلومات سياسية عن “كِباش” قديم يتجدّد ويعود إلى الواجهة اليوم بين المؤسّسة من جهة، والمجلس النيابي من جهة أخرى، خصوصاً بعدما حمّل وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر، النواب مسؤولية وقوع لبنان في الظلام، ولكن من دون اتضاح الصورة الفعلية للواقع الذي سيكون عليه القطاع مع نهاية آذار الجاري.
وتقول المعلومات أن التوجّه عموماً هو لعدم السماح بالعتمة في المجلس النيابي، ولكن التسوية أو الحلّ المالي المقترح والذي تتم دراسته على أن يُنَفّذ غداً، سيركّز على إقرار الِسلفة، ولكن ليس بالطريقة التي ترتأيها مؤسّسة كهرباء لبنان، أي مليار دولار “طازجة”.
وإذا كانت تسوية معضلة الكهرباء تتطلّب موافقة المجلس النيابي، كما مصرف لبنان، بالإستناد إلى القدرة على تأمين التمويل المطلوب من العملات الأجنبية “الشحيحة”، فإن أسئلة عدة تُطرح اليوم في أروقة المجلس حول العتمة وحول السِلفة المطلوبة، خصوصاً بالنسبة للعودة إلى ما كان معتمداً في السابق من شروط لم تلتزم بها المؤسّسة أولاً، وبالنسبة إلى الواقع المالي لأن هذه سوف تمسّ بالإحتياطي الإلزامي وأموال المودعين.
ووفق المعلومات، فإن وزارة المال قد رفضت منح السِلفة لمؤسّسة كهرباء لبنان، ومن هنا أتى اقتراح “تكتل لبنان القوي” للحصول على سِلفة خزينة عن العام الحالي، والذي كان أسقط عنه صفة العجلة الرئيس نبيه بري في الجلسة النيابية الأسبوع الماضي، وأحاله إلى اللجان النيابية التي تناقشه، ومن المتوقّع أن تقرّه يوم غد الثلثاء.
وفي هذا السياق، رجّحت المعلومات نفسها تخفيض السّلفة لتتناسب مع الفترة المتبّقية من العام الجاري مع تكرار التأكيد على المؤسّسة بالعمل على تأمين الحلول للمرحلة المقبلة، وبالتالي تحمّل المسؤولية كاملة عن العجز والتأخير في تنفيذ الخطط الموضوعة منذ سنوات، ذلك أن المشكلة لا تتعلّق بالسِلفة الحالية، بل بالعجز المالي وبالحلول المؤجّلة أو المعطّلة أو المعلّقة على التجاذبات السياسية التي ارتفعت وتيرتها في الأيام القليلة الماضية، وحملت في طياتها ملامح مقايضة و”ابتزاز”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: