أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أن "تركيا ستبدأ قريبا بتوفير الكهرباء في محطة أكويو النووية قائلا إن العقلية الإمبريالية التي اعتبرت النفط أثمن من الدم جرت البشرية إلى الدمار".
وقال أردوغان سنبدأ "قريبا جدا إن شاء الله، بتوفير الكهرباء في محطة أكويو للطاقة النووية، كما لدينا مشاريع أخرى لمحطات الطاقة النووية بالإضافة إلى أكويو، والمناقشات جارية بشأنها".
ولفت إلى أن "الاعتماد على بلد واحد، ومصدر واحد، وخط أنابيب واحد، لتوريد الطاقة، يشكل مخاطر جسيمة، وتابع: ينتظرنا مستقبل مليء بالتحديات كبشرية، فيما يتعلق بأمن إمدادات الطاقة والطلب عليها، فلطالما كانت الطاقة، موضوع تنافس مدمر، لا تعاون، على مر التاريخ البشري، وقد أصبحت الطاقة وأمن إمداداتها، من أهم القضايا الاستراتيجية للبشرية".
وأضاف أن "القرنين التاسع عشر والعشرين، على وجه الخصوص، تركا جراحا عميقة في نفوسنا، إذ أزهقت فيها أرواح لا تحصى، واستغلت فيها دول لا تحصى من أجل الطاقة، في وقت تتزايد احتياجات العالم من الطاقة عاما بعد عام، بالتوازي مع النمو السكاني والنمو الاقتصادي"
واعتبر أردوغان أن "العقلية الإمبريالية التي اعتبرت قطرة نفط أثمن من قطرة دم، جرت البشرية إلى المعاناة والدمار والصراعات، التي لا تزال آثارها ملموسة حتى اليوم، وبينما يعاني ملايين البشر الذين يعيشون على موارد جوفية غنية، في فقر مدقع، نمت وازدهرت دول تبعد آلاف الكيلومترات عن هذه الموارد، ووفرت لمواطنيها حياة هانئة".
وقال أردوغان إن "فجوة الرخاء والتنمية التي سببها هذا الوضع، لم تسد بعد رغم مرور كل هذا الوقت، فعندما ننظر لصور الأقمار الصناعية التي تظهر قارات مختلفة، نرى بوضوح الفجوة بين الشمال والجنوب، ونرى بقعا مضيئة في كل مكان تقريبا على الخريطة، ومن جهة أخرى، نرى ظلاما دامسا ويكاد يكون من المستحيل إيجاد بقعة مضيئة".
واعتبر أردوغان أنه "طالما بقي نموذج الطاقة على حاله، يبدو من الصعب جدا أن تصبح هذه الصورة أكثر إنصافا وتوازنا".
وأشار إلى أن "ارتفاع الطلب على الطاقة، لا يشير فقط إلى النمو السكاني والنمو، بل أيضا لزيادة الرخاء، فبالتوازي مع زيادة الرخاء، يتوسع استخدام الطاقة، وخاصة الكهرباء، كما أصبحت المنتجات الكهربائية، التي غالبا ما تربط بالراحة، عناصر لا غنى عنها في حياتنا، ويتزايد استخدامها باضطراد".
وتابع: "في العام الماضي، زادت مبيعات الأجهزة المنزلية في بلدنا بنسبة 7% مقارنة بالعام الذي سبقه، متجاوزة 10 ملايين جهاز.. وينطبق الأمر نفسه على السيارات الكهربائية.. وكما هو الحال عالميا، فإن عدد السيارات الكهربائية والهجينة في بلدنا يتزايد بشكل غير متماثل، ونحن من بين الدول الرائدة بالاستثمار في الطاقة الخضراء، واعتبارا من هذا العام، رفعنا حصة إجمالي الطاقة المتجددة إلى أكثر من 60%".
ورأى أردوغان أن "كفاءة الطاقة، هي عامل يتجاوز مجرد التوفير، مما يزيد من قدرتنا التنافسية في الصناعة، ويعزز موقفنا في مكافحة أزمة المناخ".