السلطة “العليّة” في لبنان، المتعالية على شعبها باعتباره شعباً ناقصاً وعاجزاً لا يليق بها، لا تتوانى عن “نتفه” كلّما سنحت لها الفرصة لذلك. وكأنّ مصائبه لا تكفيه، وكأنّ امواله لم تسرق، وكأنّه لم يقتل مراراً وتكراراً على ايديها، وكأنّه يعيش حياة رغيدة وازدهاراً وكل شيء مؤمّن له من طبابة واستشفاء وتعليم. الشعب وصل الى حدّ القعر ومسؤولوه يواصلون الحفر حتى يغرق باستمرار.لا يبخلون عليه بشيء. ضرائب ورسوم على كل جوانب الحياة . تعرفة اوجيرو اصبحت سبعة اضعاف، والانترنت “حدث ولا حرج”، رسوم الكهرباء عشرة اضعاف، والتيار الكهربائي يطلّ علينا بالكاد 4 ساعات من اصل 24 . مقابل كل ذلك، رواتب واجور لا تكفي لسدّ الجوع وتأمين القوت اليومي. الا تسألون انفسكم، يا ايها اللا مسؤولين، من اين سيؤمّن المواطن المسكين كل تلك التكاليف والمصاريف لتسديد ثمن ضرائبكم؟ الا تشبعون؟ هل يعيش رئيس حكومة لبنان في لبنان؟ طبعاً لا وهو من قال “ان البلد بالف خير”. فالمأكل والمشرب ليس اولوية بالنسبة لهؤلاء الزعماء. صحيح ان الشعب اللبناني يحب الحياة والسهر لكن شريحة واسعة منه تعاني البؤس والجوع والفقر فلا يغشكم منظر المطاعم او الشواطئ والمنتجعات المزدحمة. كفاكم تعرية المواطن الذي يصارع في هذا البلد من اجل البقاء. موّلوا الخزينة من جيوبكم وسرقاتكم وفسادكم واموالكم المهربة وهي حتماً كفيلة بسد العجز بملايين الدولارات.
