بقلم أنطوان سلمون
لا شك ان شخصية رئيس مجلس النواب نبيه بري مثار جدل في لبنان والعالم العربي وتختلط في شخصية دولته السياسية الصفات المذهبية-الطائفية والحزبية مع الرسمية فمن أمير حرب الى منقلب على الجيش اللبناني ومن بطل حرب المخيمات وحرب الاخوة الى رأس السلطة التشريعية في الرئاسة الثانية في الجمهورية اللبنانية مع تسجيله لرقم قياسي عالمي ودخوله موسوعة غينس عن استمراره رئيسا للمجلس النيابي …وكل ذلك مع احتفاظه برئاسة حركة امل.
يعتبر الرئيس نبيه بري عن خطا او عن صواب القوة الناعمة في محور الممانعة وهناك من يعتبره الذراع والغطاء الرسمي والتشريعي لحزب الله والمحور المذكور.
كل ما اوردناه يدخل الرئيس بري في متاهة الجدلية حول أدواره ومبادراته وحلوله المقترحة كحَكَمٍ على رأس مجلس النواب وكَخَصمٍ -طرف على رأس حركة امل وركن من اركان قوى الممانعة و٨ آذار وحليف استراتيجي توأم لحزب الله.
فالدور الذي لعبه في مفاوضات الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل والاتفاق… كان انعكاسا لدور ورغبة حزب الله كما تبيّن.
والدور الذي يلعبه في الجلسات “الممنوعة” من الانعقاد لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية تحت حجج الحوار والاتفاق المسبق والشراكة والقانون والدستور انما يلعبه بقوانين وفتاوى وتكاليف حزب الله ب”فرض” سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية دون غيره.
وما يوصم مبادرات برّي بالمناورات الهادفة لغلبة محور حزب الله هو في مضامينها الخاوية الخلبية…ففي مبادرته-المناورة يدعو الرئيس بري الاطراف الى حوار على رئاسة الجمهورية في حين انه “يتمسك بسليمان ..فرنجية دون وجود خطة ب” كذلك يتهم بري “الموارنة” بعرقلة الاستحقاق في حين ان محوره دأب ويداب على تعطيل جلسات الانتخاب عبر افقادها النصاب في الجلسة الثانية عبر انسحاب نواب المحور واكثرهم من غير الموارنة.
يعتبر الرئيس بري ان مبادرته محض لبنانية في حين ان ترشيح فرنجية انما حصل من خلال استدراج وتوسّل وتسّول الدعم والضغط الفرنسي والخارجي… كذلك باعتبار بري نفسه ان مبادرته لا تتعارض مع التحرك الفرنسي
والتحرك الدولي الخماسي…وليقول حرفيا :”لم أكن يوما الا متعاونا مع اي مبادرة خارجية”
وقول بري في 21 ايلول 2023 “عندما اتى سفراء الدول الخمس اليّ في المرة الاولى، قلت لهم اننا نشكرهم على مؤازرتهم لنا لانتخاب الرئيس الذي نختاره نحن ولا يختارونه لنا. هذا الكلام اعيد تكراره. نشكر تعاونهم على ما نرضاه نحن وليس ما نرتضي به”…ليس رفضا مبدئيا وطنيا للتدخل الأجنبي الخارجي بل لأنه تلقى من اللجنة الخماسية “ذهابا” الى الخيار الثالث واستبعادا للمرشح فرنجية.
وأخيرا في نعيه لمبادرته-المناورة والتي قالت بالتوجه الى جلسات متتالية لانتخاب رئيس في حال فشل الحوار لم يدعُ الى تلك الجلسات لعلة وحجة “عدم قيام الحوار” وبالتالي “عدم التوافق” … وذلك انسجاما مع قوله في 26 ايلول 2023:”أعطيت الحوار مدّة أقصاها 7 أيام وإذا لم نرَ توافقًا بعد يومين سنذهب مباشرة إلى دورات انتخابية
مفتوحة”
فنحن اذن امام الأخ نبيه بري رئيس حركة امل حليف كل من حزب الله وسوريا الأسد وايران الخامنئي ورأس حربة في محور الممانعة في لبنان وكل ما غير ذلك هو من ضرورات الترويج والتسويق والخداع.